حملات متتالية من المداهمات والاقتحامات لمنازل النشطاء السياسين والمناهضين للنظام المصري واعتقالهم. وهو ما أثار قلق الاتحاد الأوروبي, حيث قالت مايا كوسيانسيتش الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن "العدد المتزايد للتوقيفات بحق مدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين سياسيين ومدونين في الأسابيع الماضية في مصر يشكل تطورا مقلقا".
وأضافت أنه يمكن تحقيق الاستقرار الدائم والأمان عبر الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما يتفق مع الدستور المصري والالتزامات الدولية. ربما كان هذا هو الاستنكار الأخير ولكنه لم يكن الأول ’ خلال هذا الشهر ’ حيث أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا, تحت عنوان سحق الإنسانية, يستنكر حالة حقوق الإنسان في مصر وخاصة الحبس الانفرادي, داخل سجون النظام لأعوام طويلة, عبرت عنه بسحق الإنسانية, وعلي الرغم من تعدد وتزايد البيانات والتقارير الدولية, سواء الرسمية أو الصادرة من منظمات حقوق الإنسان الدولية, إلا أن النظام مازال سادرا في غيه, يستهدف النشطاء السياسيين والحقوقيين, والصحفيين باتهامات سابقة التجهيز, وأحكام جائرة وقاسية معدة سلفًا, وليس هذا هو حال النشطاء فحسب بل إن المواطن البسيط, الذي يكابد شظف العيش, ولا يكاد يجد ما يسد رمقه, لم ينجو من مقصلة الاعتقال والاختفاء القسري الذي تخطي الفردية الي أسر بأكملها. ولعل أسرة السيدة / أمل عبد الفتاح إسماعيل التي تبلغ من العمر 55 عامًا خير شاهد, حيث تم اقتيادها معصوبة العينين من منزلها يوم 3/5/2018 إلى جهة غير معلومة حتي تاريخ كتابة هذا التقرير, في حين تم اعتقال نجلها مصعب, عشية اختفائها قسريًا, ليلحق بشقيقه المثني, في حين يعاني شقيقه الآخر حنظلة مرارة الاعتقال علي مدي ثلاثة أعوام, بينما قضي نجلها الرابع سهيل الماحي نحبه شهيدًا, على يد قوات النظام المصري, ولأن ذلك كان في محافظة دمياط, فإن أسرة النائب السابق كمال حسن المهدي – والد الشهيد أنس المهدي, في القاهرة أيضا لاقت نفس المصير حيث تم اخفاؤه قسريًا وزوجته يوم 24/5/2018 , بينما يقضي نجلهما عبد الله عقوبة المؤبد في القضية 174 عسكرية.

إن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر قد بلغت مستوى غير مسبوق, ليس خارج السجون فقط, بل إن الداخل أشد وأنكى, فالسجون لم تصبح مقابر فحسب بل سلخانات لتعذيب المعتقلين, من جهة, وذويهم من جهة أخرى من خلال الزيارة, ولعل في مأساة سجن ليمان المنيا الجديدة وبشاعة ما تنتهك فيه من حقوق, ما يغني عن المقال.

 

الناشر

منظمة نجدة لحقوق الانسان