منذ خمس سنوات وشهر أغسطس يهلّ علينا كل عام بذكريات مؤلمة، ففي الرابع عشر من هذا الشهر تحل ذكرى مذبحتي رابعة والنهضة وأخواتهما في شتى محافظات الجمهورية، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والمفقودين، وأضعاف مضاعفة من المصابين والمعتقلين والمطاردين، والأكثر إيلامًا أن يظل الجناة – بعد خمس سنوات - أحرارًا طلقاء، والأكثر إيلامًا أن يلاحق الجناة من نجا من تلك المذابح بالتصفية الجسدية تارة، وبأحكام الإعدام الجائرة المسيسة تارة أخرى، وبالاختفاء القسري تارة ثالثة .....الخ.

والأكثر إيلاماً أن ترتكب في ذكرى المذابح مذابح،" التصفية الجسدية لستة مواطنين بمدينة السادس من أكتوبر".

من المؤلم أن يحل علينا اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري "30 أغسطس" وتتصدر مصر – حسب تقارير حقوقية دولية - قائمة الدول الأكثر ارتكابا لهذه الجريمة، والأكثر إيلامًا أن يتفاقم الجرم ليصبح نهجاً تتبعه السلطات المصرية، ضاربة بكل النداءات والتقارير الحقوقية عرض الحائط.

والأكثر إيلامًا أن تشاهد - بالصوت والصورة – تسريبات ممارسة النظام للتصفية الجسدية حيال هؤلاء الأبرياء بدم بارد، ثم ما يلبث النظام – بكل صلف وتجبر- أن يعلن روايته الممجوجة عن تبادل لإطلاق النار أسفر عن قتلهم.

ما أكثر الآلام في أوطاننا .. وما أقسى الجناة؟ ولكن يحدونا الأمل بأنها آلام مخاض فجر الحرية والكرامة، توشك أن تنجلي؛ لتشرق شمس العدل على الربوع.

وحتى ذلك الحين سنظل نرصد ونوثق ونعلن للعالم انتهاكات ذلك النظام القمعي السلطوي، ونعمل مع كل حرّ في ربوع الأرض على رفع الظلم عن كل مظلوم، وعلى ألا يفلت مجرم من العقاب.

 

 

الناشر

منظمة نجدة لحقوق الانسان

مرفق التقرير

المشهد شهر 8 - Copy.pdf