طَوَى شهر يوليو صحائفه، كما طُويت أمعاء المضربين الخاوية على الجوع والألم، لليوم الرابع والأربعين على التوالي، منذ الإضراب الرابع الذي بدأ فى 18/6/2019 لمعتقلي القضيتين رقمي: 64 ، 123 عسكرية، والذين حُرِموا من زيارة ذويهم على مدى ثلاث سنوات، عانوا خلالها التجويع والحرمان من العلاج، والحرمان من أبسط الحقوق وظروف الاحتجاز الآدمية.

هذه المطالب والتي هي حقوق مشروعة – وفى حدها الأدنى – لم يتعاط معها النظام بالمنطق الإنساني فى أبسط صوره ( الحق في الحياة ) وإنما تعامل معها بالمنطق السلطوي المتعجرف، فضاعف انتهاكاته بحق ضحايا يصارعون الموت، فاقتحم عليهم زنازينهم الشبه خاوية، وجرَّدها من كافة المتعلقات، وأطلق قنابل الغاز والخرطوش داخل الزنازين التي لا يدخلها هواء للتنفس، وحَرَمَ كبار السنّ والمرضى من المضربين من المحاليل الطبية، قبل أن يشرفوا على الهلاك بانخفاض نسبة السكر بالدم إلى أدنى مستوياتها، قبل أن يقوم بتغريب ما يقرب من 40 معتقلاً منهم – مجردين من كل شيء – إلى عنابر التأديب، وإلى سجن العقرب 2 شديد الحراسة. كل ذلك من أجل حملهم على فك الإضراب، (بالتهديد تارة، وباستعمال القوة تارة ثانية، وبالتغذية القسرية تارة ثالثة). لقد تزايدت الانتهاكات داخل السجون المصرية إثر وفاة الرئيس محمد مرسي بشكل مأساوي مفزع، ولم تكن الانتهاكات خارج السجون أقل مأساوية، وقد رصد هذا التقرير جانبًا منها .

عدد الانتهاكات
الانتهاك
5
القتل خارج نطاق القانون
48
الإخفاء القسري
97
القبض التعسفي
8
الإهمال الطبي
13
العنف ضد المرأة
1
انتهاكات حقوق الأطفال
7
انتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان

هذه هي حالة حقوق الإنسان فى مصر، من مذابح صاخبة دولية ـ شارك فيها العالم المُتحضِّر بصمته ودعمه السياسي لنظام دموي مستبد – إلى مذابح صامتة بالقتل البطيء الملجئ إلى الإضراب، وإلى الانتحار، داخل السجون ومقار الاحتجاز.

وما بين صمت دولي مطبق، وفجور سلطوي مزهق، سُحِقت حقوق الإنسان بمصر ... بل سُحِق الإنسان.

الناشر

منظمة نجدة لحقوق الانسان

مرفق التقرير

تقرير يوليو 2019.pdf