الاسم بالكامل دارين مطاوع
المحافظة كفر_الشيخ
السن من 18 الى 30 عام
النوع أنثي
المهنة طالب
نوع الانتهاك انتهاكات حقوق المرأة
تاريخ الانتهاك 30/03/2014
مكان الانتهاك المحكمة
رقم القضيه 30/03/2014
الحكم مفرج عنها
  

ملاحظات

تحرش من السجانات.. ضرب ونزع للحجاب.. إجبارها على خلع ملابسها التي تسترها أسفل جلباب الحبس الاحتياطي الأبيض الشفاف، هي ومن معها.. ثم تركها تبيت 4 أيام على أرضية حمام سجن القناطر، والحشرات بكل أنواعها تحيط بها من كل جانب، ونحو 16 قطة أخذت تحوم من حولها، وهي التي تخاف منها كثيرًا، 4 أيام لم تر عينها فيها النوم.

 هذا بعض ما روته الطالبة الأزهرية دارين مطاوع، ومن معها داخل الزنزانة، كونها كانت إحدى الضحايا، الذي قالت بعض المنظمات إنهن تعرضن للتعذيب بسجن القناطر الأخيرة.

التقت (مصر العربية) دارين، بعد إخلاء سبيلها، لتروي ملابسات اعتقالها منذ 3 أشهر، وما تعرضت له هي والفتيات بالسجن، باعتبارها أول من خرج من سجن القناطر، هي وصديقتها عائشة بعد 3 شهور بالمعتقل.

دارين الطالبة بكلية العلوم جامعة الأزهر، حرمت من امتحاناتها وضاع عليها عام، لتزامن الاعتقال مع توقيت امتحانات آخر العام.

التهمة.. حضور محاكمة صديقاتها

أخذت دارين تسرد لنا وقائع ما حدث لها؛ تشعر بأن شريط أحداث 3 أشهر من الاعتقال يمر أمام عينيها وكأنه وقع منذ دقائق.

 قالت: توجهت إلى محكمة التجمع الخامس لأكون إلى جوار صديقتي كريمة الصيرفي، المعتقلة أثناء نظر إحدى جلساتها بمحكمة التجمع الخامس، وخلال قيامي بتسجيل أرقام المحامين الذين يباشرون قضية صديقتي، فوجئت بأحد أفراد الأمن يطلب مني وثلاث من صديقاتي بطاقات الهوية الخاصة بنا، والأجندة التي كانت في يدي، ورغم أنه لم يكن معنا كاميرات، قال لنا: انتم بتحاولوا تصوروا عربيات الشرطة، وفتح الأجندة ولم يجد بها سوى أرقام المحامين التي دونتها وطلب منا الانتظار، ثم فوجئنا بقوات الأمن تحاوطنا، وعاد وفتش حقائبنا فلم يجد بها شيئًا سوى كارنيهات تفيد بأننا طالبات في جامعة الأزهر؛ وقال: "اتفضلوا معايا 3 دقايق"، وأخبرنا أحد اللواءات أنه سيتم اقتيادنا لقسم شرطة القاهرة الجديدة، أنا وعائشة وفاطمة.

"في القسم تم تفتيشنا بطريقة لا يوجد وصف لها إلا أنها تحرش بمعنى الكلمة".. بتلك العبارة أكملت الطالبة دارين قصتها قائلة: سُئلنا عدة أسئلة عن عدد من الشيوخ، وإن كنا نعرفهم، ومسك أحد الضباط هاتفي وأخبرته أنه لا يوجد عليه أي شيء، إلا أنني فوجئت به يبادلني الرد: "عادي يبقى فيه".

 ثم دخل غرفة وخرج قائلًا: "تليفونك بقى عليه شوية حاجات حلوة"، حيث وضع عليه أشياء من عنده"، تقول دارين.

حمام على مرأى من الجميع

وأضافت: "أخبرنا المحامين أننا سنغادر القسم في اليوم التالي، وتم إيداعي أنا وصديقاتي في زنزانة صغيرة للغاية مساحتها لا تتجاوز الـ متر في متر ونصف، والحمام لا يوجد به أي ساتر ومن يدخله يكون مكشوفًا لمن هو متواجد داخل الزنزانة، فضلاً عن أن باب الزنزانة بمجرد فتحه يكون مَن بالحمام مكشوفًا للخارج، ولا يوجد به "حنفية"، بل ماسورة تخرج منها المياه 24 ساعة، وكان معانا في تلك الزنزانة 2 أجانب، وبنت صغيرة بتهمة سرقة فيلا.

تهمة "البنات".. محاولة تفجير محكمة

وتتابع: في اليوم التالي فوجئنا بقائمة من الاتهامات في انتظارنا، كان على رأسها محاولة تفجير المحكمة، والتعدي على ضابط بالضرب، ومحاولة إحراق سيارات الشرطة، والانتماء لكوادر الإخوان المسلمين بجامعة الأزهر، والانتماء لجماعة إرهابية".

 وتقول دارين: كانت الاتهامات صادمة لنا خاصة أن كل ما فعلناه أننا ذهبنا إلى محكمة التجمع لحضور جلسة زميلتنا "كريمة" ليس أكثر من ذلك.

إجبار ركوب الترحيلات مع جنائيين

وتستكمل حديثها قائلة: صدر قرار بحبسنا 15 يومًا، وتم اقتيادنا إلى عربية الترحيلات التي ستنقلنا إلى القسم، ولكن كانت الصدمة بالنسبة لنا أنها تمتلئ بالجنائيين الرجال، وطول الطريق يدخنون السجائر ونحن نجلس لا يوجد شيء يفصل بيننا وبينهم، وسائق سيارة الترحيلات لا يراعي وجود أي مطبات، فمر علينا هذا الوقت بصعوبة بالغة، فضلًا عن أن الضابط أخذ يقول طوال الطريق: "انتم مش هتشوفوا الأسفلت تانى.. انتم كده خلاص مستقبلكم ضاع".

وفي اليوم التالي اقتادونا من القسم إلى المستشفى، وقاموا بعمل تحليل حمل لنا، وكانت تلك الصدمة التالية، ثم تم عرضنا على أمن الدولة، ووضعوا شيئًا فوق أعيننا حتى لا نرى شيئًا، وقبلها بلحظات كنا قد رأينا شخصًا تظهر آثار التعذيب على جسده، وانتابتنا حالة من الخوف، فنحن لا نرى شيئًا ولا نسمع سوى أصوات فقط.

وأردفت دارين: "دخلت في البداية زميلتنا عائشة عبد الحفيظ، وبعدها أنا، وسألنى عن العامين الماضيين حيث كان يريد أن يعرف من الرئيس الذي انتخبته، وهل كنت أنزل رابعة أم لا؟ ثم خيم على الغرفة صمت رهيب لا أستطيع رؤية شيئًا فقط أسمع خطوات تخطو من حولي، واشعر بولاعة تقترب مني ومن بعيد يتنامى إلى سمعي صوت سكب الشاي، في محاولة للعب بأعصابنا، وفي اليوم التالي مباشرة تم ترحلينا إلى سجن القناطر".

واستطردت دارين: "معظم فتيات الأزهر كن محتجزات في عنبر التحقيق، وكنا الأربع فتيات ومعنا سماح إبراهيم الصحفية، ومروة وكان معنا الحاجة نعيمة أكبر معتقلة، ومنى عبد الرحمن وهند ورشا".

وتكمل: "بدأت قصة التعذيب التي عُرفت بـمجزرة القناطر - بحسب وصفها - حينما ذهبت بعض الفتيات لإحضار طعام من الكافتيريا، نظرًا لأن ما معهم قد نفد، إلا أن السجانة سيدة، أمرتهم بدخول الزنزانة، ورفعت يدها لتصفع سماح على وجهها، وهو ما رفضته الأخيرة، فأحضرت لها سيدة السجانات والجنائيات وأوسعنها ضربًا بالأيدي والطوب والعصي، وفوجئنا بالجنائيات تحطم علينا نافذة الزنزانة وأخذن يهتفن للسيسى ويشتمننا ويقذفننا بالزجاج وبهدلونا، وفي عنبر العسكري قام المأمور بإلقاء خشبة على الفتيات فردوها، فنزلت على راسه وسببت له إصابة، وعلمنا أنه تم ترحيل الفتيات في عنبر العسكري إلى سجون أخرى".

وتتابع: "في تلك الليلة شعرنا أن شيئًا ما سيحدث فلبسنا ملابسنا كاملة، تحسبًا من دخول أي شخص، وبالفعل فوجئنا بجنود الأمن المركزي والصاعقة يقتحمون الزنزانة الخاصة بنا، وطلبوا منا الخروج من الزنزانة، ورغم أن فاطمة زميلتي كان لديها مشكلة في القلب لم يعطني أحد فرصة لأساعدها حتى تخرج معنا، ونهر أحدهم في وجهى قائلًا: "اطلعي انت بره"، وأوسعها ضربًا رغم تعبها، ونزع نقابها، وبعدها جعلونا نقف جميعًا ووجهنا في الحائط، وأخذ يضربنا على ظهرنا حتى الحاجة نعيمة السيدة العجوز نزل على ظهرها بقبضة يده بكل عزمه وقوته، في الوقت الذي كانت تقول له حين اقترب منها: "انت هتأعدنى يا بنى أنا زى أمك"، فجعلها تنظر للحائط وانهال عليها بأبشع الشتائم.

تحرش والمبرر.. بفتش

وجاءت السجانات لتفتشينا وامتدت أيديهن في كل منطقة بأجسادنا، فهذا التفتيش ما هو إلا تحرش، حسبما رأت دارين.

 وتتابع: "السجانات طلبن منا أن ننزع أي ملابس نرتديها أسفل عباءة الحبس الاحتياطي البيضاء، فضلًا عن أن المكان ليس مستورًا بالشكل الكافي والضباط من السهل للغاية أن يرونا، وحين جاء دور زميلتنا أسماء مختار الطالبة بجامعة عين شمس، ذات الـ19 عامًا، اعترضت على طريقة التفتيش المهينة هذه، قائلة: "أنا بنت وعيب اللى انتِ بتعمليه ده".. فتم ضربها من جانب السجانات، و"عضوها وشدوا شعرها".

هفضحكم.. والضابط: اثبتي لو تقدري

وقالت لهم سماح الصحفية: "والله لأفضحكم"، فرد عليها الضابط: "اثبتي لو تقدري"، ونزع الطرحة من فوق رأسها وأودعها عنبر التأديب بعد ضربها، وأخذوا أحذيتنا وتركونا نقف على الأرض في الشمس.وعندما جاء دوري حاولت السجانة نزع حجابي وسحبت الخمار، فقلت: "انتم عايزين تقلعونا حجابنا"، فأخذ الضابط النقاب، وهو يقول: "انتم بنات نكاح.. انتم كنتم بتعدوا ازاى في رابعة".

الحبس في "الحمام"

وتشير دارين: تم وضع كل اثنين منا في عنبر جنائي، عدا أنا، تم إيداعي في عنبر المخدرات بمفردي بالحمام أو بطرقة دورة المياه تحديدًا على أرض متسخة للغاية تحيط بي كل أنواع الحشرات، ونحو 16 قطة كانت تحوم حولي مكان مظلم، ومن بين الضرب "خبطوا دماغنا في الحيط"، والضرب بـ"الشلاليت"، من ضباط الأمن للبنات وهو ما جعل البعض ينزف، وحين دخلت العنبر أصبت بالإغماء، وعلمت أنهم رفضوا نقلي إلى المستشفى، وقال الضابط: "لأ خليها تموت جوة".

 حتى أبلة رشا المصابة بالقلب، حين أصيبت بتعب شديد بعد إيداعها بالسجن مع الجنائيات، رفض تمامًا نقلها للمستشفى، حيث إنها في الطبيعي دون أي ضرب تصاب بالإغماء.

التهديد بالرئيس "عبد الناصر" وتستطرد دارين: "أربعة أيام مكثتها داخل الحمام أضربت خلالها عن الطعام، ولم تر عيني خلالها النوم، لدرجة أنني في يوم أخبرت النبطشية أننى أريد النوم نصف ساعه فقط؛ فحاولت، ولكن حينما رأتني السجانة، التي تتولى النبطشية، أوسعتني سبابًا، وفي يوم الزيارة لم يكن معي ملابس وأعطتني جنائيات ملابس من عندهن، أرتديها أسفل ملابس الحبس الاحتياطي الشفافة.

 بكيت حين رأيت "أمي"، كانت المرة الأولى التي أبكي فيها؛ وطلبت من الضابط أن يُعيدني للعنبر، فقال لها: "حاضر الدكتورة دارين تؤمر"؛ وحين غادرت والدتي قال لي: "انجري يا بت على جوه"، بعد أربعة أيام أخذتنا السجانة إلى ممدوح بيه، وأخذ يقول لنا: احنا ممكن نعمل معاكم أكتر من كده بس احنا مش عايزين نعتدي عليكم.. عهد عبد الناصر كان فيه ظلم كتير، وعهد عبد الناصر رجع خلاص".

وحينما انتشرت قصة تعذيبنا في الإعلام، طالبونا بعدم التحدث عن تلك الواقعة، قائلين لنا: "قدموا السبت عشان تلاقوا الحد".

تهديد بالاغتصاب.. للاعتراف

وذكرت دارين أن قسم الأزبكية يعد من أبشع الأقسام التي تعامل الفتيات، حيث يتم الاعتداء فيه بشكل "بشع"، ويتم تعليقهن أثناء جلسة التعذيب وبعضهن يتعرض للتهديد بالاغتصاب إن لم توقع على الاتهامات التي توجه لهن"، بحسب قولها.

تحديث: تم إخلاء سبيل الطالبتين دارين مطاوع وعائشة الشربينى يوم 18/6/2014.

 

18 يونيو 2014 - 11:10 ص

 

 

 


أصدرت نيابة كفر الشيخ، قرارًا اليوم بإخلاء سبيل الطالبتين دارين مطاوع وعائشة عبد الحفيظ، المعتقلتين، من أمام محكمة التجمع الخامس في شهر مارس الماضي.

جدير بالذكر، أن القضية تضم أربع طالبات تم اعتقالهن في أثناء زيارة الطالبة كريمة الصيرفي, والطالبتين فاطمة بهاء وعائشة فؤاد لم يتمكن من ضمهما للاستئناف اليوم بسبب ظروف امتحاناتهما، وسيتم التقدم باستئناف لهن منفردتين الأسبوع الحالي.